بينما يقول أغلب الأطفال أنهم يحبون فكرة وجود أخ أو أخت أصغر، فإن قليلون منهم في الواقع سيرحبون بفكرة الخروج من محور الأضواء في الأسرة ومشاركة اهتمام والديهم مع ذلك القادم الجديد. هناك طرق لتخفيف الضغط الواقع على الطفل الأكبر والوالدين، ولتحويل بعض الضغط الباقي على الأقل إلى تجربة إيجابية. الاستعداد هل يجب أن يحضر طفلك الولادة؟ العلاقات العائلية كونا قريبين من طفلكما
الاستعداد:
يظهر الرضع والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة مشاعرهم الحقيقية تجاه الطفل القادم من خلال سلوكياتهم بشكل أوضح من كلماتهم، ولهذا يمكنكِ غالباً مساعدتهم على التأقلم مع تلك المشاعر من خلال اللعب بشكلٍ أفضل من الحديث.
شجعي طفلك أن يتدرب على رعاية لعبته المفضلة- لا يهم إن كانت دمية أو لعبة قماشية على هيئة حيوان أو حتى سيارة- كما لو كانت طفلاً رضيعاً. ساعديه لكي يفهم أن وقت إطعام الرضيع هو وقت التعبير عن الحب والحنان. دربيه على تغيير حفاضات الدمية معكِ. استعلمي عما إذا كان المستشفى المحلي يقدم دروساً خاصة للأطفال الذين سيكون لهم أخ أو أخت عما قريب.
لا تفاجئي أو تنزعجي إذا أظهر طفلك الغضب أو الرفض تجاه المولود المنتظر أو الجديد. ("إذا بكى، فإننا يجب أن نتخلص منه!")، كما أنه من المحتمل أن يبدأ طفلك الكبير في التصرف كالرضع: قد يصبح لحوحاً أو يبدأ مؤقتاً في التبول على نفسه. تذكري أنه عندما يقول أو يفعل هذه الأشياء، فإنه في الحقيقة يختبرك، ليعرف ما إذا كنت سترفضينه أو تتخلين عنه وتفضلين المولود الجديد عليه. عانقيه كثيراً وأخبريه كم هو مميز لديكِ.
أحضري دمية أو حيواناً قماشياً خاصاً لطفلك الأكبر، لكي تأخذيها إلى المنزل مع المولود الجديد. وهكذا يكون لدى طفلك من يستطيع الاهتمام به كما لو كان رضيعه الخاص- فيطعمه ويغير له الحفاضات ويعطيه حماماً ويهدهده ويغني له- في الوقت الذي تقومين فيه بعمل كل تلك الأشياء للمولود الجديد. استخدمي تلك اللعبة الجديدة لتعليم طفلك الطريقة السليمة لحمل المولود الجديد.
هل يجب أن يحضر طفلك الولادة؟
تذكري أن أكبر المخاوف التي يواجهها طفلك الصغير أثناء فترة حملك هي أنكِ ستتخلين عنه وتستبدلينه بآخر. عرّفي طفلك من الذي سيبقى معه ويعتني به خلال فترة ولادتك، وتحدثي معه عن الأشياء التي ستقومان بها معاً عندما تعودين للمنزل.
إذا أردتِ حضور طفلك أثناء الولادة، فاعلمي أن ذلك قد يكون مخيفاً ومحيراً للغاية بالنسبة له. إنه لا يدرك ما الذي يحدث بالتحديد. كما أن ذلك قد يشكل ضغطاً إضافياً عليكِ وعلى زوجك. أما إذا اخترتِ أن يكون طفلك حاضراً على أية حال، فتأكدي من وجود شخص بالغ مسئول يمكنه إعطاء العناية الكاملة لطفلك، ويمكنه أخذه خارج الغرفة وتسليته إذا أصبح خائفاً أو مضطرباً.
العلاقات العائلية:
من حق الأطفال أن يحسدوا المولود الجديد على كل ذلك الاهتمام الذي يلقاه من الجميع. عندما أقوم بزيارة أسرة مولود جديد، فإنني آخذ معي هدية خاصة للطفل الأكبر (مع أخذ تصريح الوالدين طبعاً). إن ذلك يشعر الطفل بأنه لم يصبح منسياً.
اعلمي أن أغلب الأطفال الصغار يشعرون بخيبة الأمل عندما يكتشفون أن المولود الجديد ليس مسلياً على الإطلاق. فقد كانوا يتخيلون طوال تلك الأشهر أنهم سيحصلون على رفيق لعب لطيف، ولذا فإنهم سيحتاجون بعض الوقت للتأقلم مع الوضع الجديد وتخفيف توقعاتهم.
توقعي شعور طفلك الأكبر بالتنافس مع المولود الجديد. يمكن أن يتحول ذلك إلى منافسة صحية على المدى الطويل، ولكن سيكون عليكِ في البداية أن تساعدي طفلكِ الأكبر لكي يعبر عن مشاعره المتناقضة بالكلمات أو من خلال الرسم، وعرّفيه بصورة لا تدع مكاناً للشك أنكِ لا زلت تحبينه وستستمرين في رعايته.
كونا قريبين من طفلكما
يجب على كلٍ من الوالدين أن يخصصا فترةً أو فترتين على الأقل أثناء اليوم يقضيها كل منهما بمفرده مع الطفل الأكبر. ولا يعتبر طول الفترة بنفس أهمية إعطاء الطفل اهتمامكما الكامل. إن ذلك يساعد في التغلب على مخاوف الطفل من أن يترك أو يستبدل، كما أنه يجعل من السهل عليه أيضاً أن يتحمل تلك الأوقات التي تضطرين فيها للتركيز الكامل على المولود الجديد.
من أهم الأشياء التي تريح الأطفال تلك الطقوس الأسرية المتوقعة، سواء كان ذلك أوقات الوجبات، وقت الحمام، أو قراءة حكاية ما قبل النوم سوياً. والاستمرار في تلك الطقوس يصبح على درجة كبيرة من الأهمية مع وصول المولود الجديد. وكلما زاد عدد الأشياء التي يمكنك الحفاظ عليها كما هي في حياة الطفل الأكبر، كلما قل الضغط الواقع عليه.