هناك عدّة مراحل يستغني فيها الأطفال عن كلّ من يحيط بهم. إنّ مرحلة النّمو الطبيعيّة هذه تظهر عادةً عند عمر التسعة أشهر وقد تستمر حتّى أوائل أشهر السّنة الثّانية من العمر. قد لا يعاني كل الأطفال من هذه المشكلة في حين أنّ آخرين يعانون منها عندما يبلغون السّنتين من العمر ويظلّون يشعرون بالقلق حيال الإنفصال عنك حتّى بلوغ ثلاث سنوات ونصف. عندما يشعر طفلك بالخوف بسبب الإنفصال، تفاعلي مع خوفه بصبر وتفهّم. لكن لا تدعي تصرّفه الّذي يفطر القلب يجعلك تغيّرين مشاريعك. كي تعوّديه على الإنفصال، ابدأي بفترات قصيرة كالذّهاب إلى غرفة أخرى أو إغلاق الباب وراءك. ما إن يستوعب أنّك حتماً ستعودين، سيفهم أنّ الإنفصال مؤقّت فقط. كي تحضّري طفلك للإنفصال المحتّم، عرّفيه على أطفال وراشدين آخرين. دعي المربّيات المحتملات يحضرن إلى المنزل أثناء وجودك مرّة بعد مرّة. دعيهن يقرأن له كتاباً أثناء حضورك. ابقي لبعض الوقت ثمّ باشري بنشاطات تستوجب خروجك إلى غرفة أخرى. أطيلي فترات غيابك تدريجياً. حاولي مغادرة المنزل لبعض الوقت للتّنزّه في الحديقة. لا تحضنيه وتقبّليه عند رجوعك بل تصرّفي كما لو أنّك توقّعت سير الأمور على ما يرام أي كما حصل فعلاً. من المرجّح أن تمر هذه الحالة لكن سرعان ما ستندمين على استقلاليّة طفلك.